السمنة وأمراض القلب
كيف يمكن للسمنة أن تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض؟ ترتبط السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ببعضها البعض. يمكن أن تؤدي زيادة الوزن، خاصة حول الخصر، إلى تراكم الدهون في الشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تزود أعضائك بالدم. نحن نسمي هذا تصلب الشرايين.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وتشمل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب هذه أيضًا.
قد تنجم النوبة القلبية عن انسداد وتلف الشرايين التي تمد القلب بالدم. قد تحدث السكتة الدماغية أو الخرف الوعائي إذا حدث ذلك في الشرايين التي تزود الدماغ بالدم.
تكوين الجسم والدهون
يحتوي الجسم على أنواع مختلفة من الدهون. يشعر الكثير من الأفراد بالقلق إزاء الدهون الحشوية الموجودة تحت الجلد. ونحن نشير إلى هذا باسم الدهون تحت الجلد.
ومع ذلك، فإن الدهون الحشوية، وهي نوع مختلف من الدهون، تشكل خطرا أكبر على الصحة. وهذا يحيط بأعضائنا الداخلية، بما في ذلك الكبد والقلب، ويؤثر على مدى جودة عمل شرايين الدم والقلب. للحفاظ على بعض المساحة بين أعضائنا، من الطبيعي الاحتفاظ ببعض الدهون الحشوية.
من ناحية أخرى، يمكن للدهون الحشوية الزائدة أن:
– زيادة مستويات الكولسترول في الدم.
– يرفع ضغط دمك ويزيد احتمال إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني.
– ترتبط اضطرابات القلب والدورة الدموية بقوة بكل من عوامل الخطر هذه.
تعرف على حاسبة مؤشر كتلة الجسم BMI
هل تؤثر السمنة على أمراض القلب؟
ترتبط السمنة ومشاكل القلب بعدة أنواع من الصعوبات الصحية على النحو التالي:
مرض الشريان التاجي: يؤدي تراكم لويحات الكوليسترول في شرايين القلب إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي (CAD)، والذي يتفاقم بسبب السمنة. تعتبر السمنة أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية على الرغم من ارتباطها بالعديد من عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك متلازمة التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم والسكري. الأشخاص الذين يعانون من السمنة “المركزية” أو “الحشوية” – السمنة الموجودة في البطن – لديهم خطر متزايد للإصابة بمرض الشريان التاجي.
السمنة وفشل القلب: حتى في أولئك الذين لا يعانون من مرض الشريان التاجي، تزيد السمنة من فرصة الإصابة بقصور القلب. على الرغم من أن الآلية الدقيقة التي قد تؤدي بها السمنة إلى فشل القلب في غياب مرض الشريان التاجي غير معروفة، إلا أن هناك نظريتين أساسيتين. أولاً، عادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كميات دم أكبر، مما قد يؤدي بمرور الوقت إلى نبض القلب بقوة أكبر ويؤدي في النهاية إلى فشل القلب. تضخم البطين هو المصطلح الذي يطلق على الحالة التي يصبح فيها القلب أكبر بسبب زيادة عبء العمل. ثانيًا، ترتبط السمنة وانقطاع التنفس أثناء النوم بارتفاع ضغط الدم ومشاكل الرئة، وكلاهما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى فشل القلب.
الموت القلبي المفاجئ: أشارت الأبحاث إلى أن السمنة تزيد من خطر الموت القلبي المفاجئ حتى لدى أولئك الذين لا يعانون من مرض الشريان التاجي (CAD)، أو قصور القلب، أو أمراض القلب الأخرى.
تم ربط السمنة بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، وفقًا للعديد من الأبحاث. غالبًا ما يتم ملاحظة الرجفان الأذيني عند مرضى قصور القلب. ونتيجة لذلك، هناك روابط قوية بين المسارات بما في ذلك الرجفان الأذيني، وفشل القلب، والسمنة. تصف دراسة في هذا العدد من JAMA كيف يمكن لفقدان الوزن أن يقلل من المشكلات المرتبطة بالرجفان الأذيني.
تأثير السمنة على القلب
السمنة، وخاصة السمنة في منطقة البطن، لها آثار عميقة على صحة القلب والأوعية الدموية. تراكم الدهون الزائدة، خاصة حول البطن، يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والمضاعفات المرتبطة بها. هذه الحالة ليست مجرد مشكلة تجميلية؛ إنها مشكلة صحية حرجة يمكن أن تؤدي إلى أحداث خطيرة في القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أنواع السمنة
تصنف السمنة بشكل عام إلى نوعين: الدهون تحت الجلد (الدهون المخزنة تحت الجلد) والدهون الحشوية (الدهون المخزنة حول الأعضاء الداخلية). في حين أن كلا النوعين يمكن أن يساهما في مخاطر صحية، إلا أن الدهون الحشوية ضارة بشكل خاص بسبب ارتباطها الوثيق بخلل التمثيل الغذائي والالتهابات. يتم تقييم السمنة في منطقة البطن عادة باستخدام محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الورك، وهي مؤشرات فعالة لتراكم الدهون الحشوية.
الآليات التي تربط السمنة بأمراض القلب
الالتهاب: تطلق الدهون الحشوية الزائدة السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، والتي يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن. تساهم هذه الحالة الالتهابية في خلل وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وهي حالة تصبح فيها الأوعية الدموية أقل قدرة على تنظيم تدفق الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
تغيرات في مستوى الدهون: تؤدي السمنة غالبًا إلى اضطراب شحوم الدم، والذي يتميز بمستويات مرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والدهون الثلاثية، إلى جانب انخفاض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL). يمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى تسريع تطور تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى ضيق الشرايين وانخفاض تدفق الدم إلى القلب.
مقاومة الأنسولين: ترتبط السمنة في منطقة البطن ارتباطًا وثيقًا بمقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. تزيد مقاومة الأنسولين من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تعزيز ارتفاع ضغط الدم، واضطراب شحوم الدم، والالتهابات.
ارتفاع ضغط الدم: السمنة هي عامل خطر كبير لارتفاع ضغط الدم، مما يضع ضغطا إضافيا على القلب والأوعية الدموية. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تضخم البطين الأيسر (سماكة جدران القلب)، مما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب.
إعادة تشكيل القلب: قد يخضع القلب لتغيرات هيكلية بسبب السمنة المزمنة والحالات المرتبطة بها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. هذه التغييرات يمكن أن تضعف وظيفة القلب وتزيد من احتمال عدم انتظام ضربات القلب.
خطر النوبة القلبية الأولى
الآليات التي تربط السمنة في منطقة البطن بأمراض القلب متعددة الأوجه. يمكن أن تؤدي الدهون الحشوية الزائدة إلى زيادة مستويات علامات الالتهابات، والتغيرات في مستويات الدهون، والتغيرات في استقلاب الجلوكوز في الدم. تساهم هذه العوامل في تصلب الشرايين، وهي العملية التي تتراكم فيها الترسبات في الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها ويجعل تدفق الدم أكثر صعوبة. وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى نوبة قلبية.
زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية المتكررة
سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على اتجاه مثير للقلق: فالأفراد الذين لديهم نسبة كبيرة من الدهون في البطن لا يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بنوبة قلبية أولى فحسب، بل يكونون أيضًا أكثر عرضة لخطر التعرض لأحداث قلبية إضافية. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منطقة البطن هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل القلب المتكررة، بما في ذلك النوبات القلبية اللاحقة، مقارنة بنظرائهم الذين لديهم توزيع أكثر ملاءمة للدهون.
لا تزال الأسباب الكامنة وراء هذا الخطر المتزايد قيد البحث، ولكنها قد تشمل:
الالتهاب المستمر: غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منطقة البطن من التهاب مزمن بسبب زيادة الدهون الحشوية، مما يؤدي إلى تلف مستمر في الأوعية الدموية والقلب.
الخلل الأيضي: ترتبط السمنة البطنية بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات. بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية – التي تؤدي بشكل جماعي إلى تفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ضعف الالتزام بالعلاج: بعد الإصابة بنوبة قلبية أولى، قد يكون الحفاظ على نمط حياة صحي للقلب أمرًا صعبًا. قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منطقة البطن صعوبة أكبر في إجراء التعديلات الغذائية وممارسة النشاط البدني. مما يعيق التعافي ويزيد من فرص تكرار المرض.
فعالية الدواء: هناك أدلة تشير إلى أن الدهون الحشوية يمكن أن تغير كيفية استجابة الجسم للأدوية، مما قد يقلل من فعالية العلاجات الموصوفة بعد الأزمة القلبية.
ما هي كيفية التخلص من دهون الفخذين؟
السمنة وامراض القلب
ونظرًا للصلة المثيرة للقلق بين السمنة في منطقة البطن وتكرار النوبات القلبية. فمن الضروري أن يركز متخصصو الرعاية الصحية على استراتيجيات إدارة الوزن التي تركز على تقليل الدهون في منطقة البطن. تشمل التدابير الفعالة ما يلي:
التغييرات الغذائية: إن تشجيع اتباع نظام غذائي صحي للقلب غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية. يمكن أن يساعد في تقليل الدهون الحشوية.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يعد الانخراط في النشاط البدني المنتظم، بما في ذلك تمارين القلب والأوعية الدموية وتمارين القوة، أمرًا حيويًا لتقليل الدهون في البطن وصحة القلب بشكل عام.
التدخلات السلوكية: يمكن للبرامج التي تدعم تغييرات نمط الحياة أن توفر الأدوات اللازمة والتحفيز للأفراد للحفاظ على عادات صحية.
المراقبة الروتينية: يمكن أن تساعد التقييمات المنتظمة لمحيط الخصر وعلامات الصحة الأيضية في تحديد الأفراد المعرضين للخطر وبدء التدخلات في الوقت المناسب.
خاتمة
ومع استمرار الأبحاث في الكشف عن العلاقة المعقدة بين السمنة وأمراض القلب> وخاصة خطر الإصابة بأزمات قلبية لاحقة، أصبح من الواضح أن معالجة هذا الشكل المحدد من السمنة أمر ضروري لصحة القلب والأوعية الدموية. ومن خلال اتباع نهج استباقي لإدارة الوزن وتغيير نمط الحياة، يمكن للأفراد التخفيف من المخاطر وتعزيز النتائج الصحية لقلوبهم.